السبت، 10 يونيو 2023

بقلم ... الكاتب إبراهيم شبل

 قصة قصيرة

(قلب لن يتوقف)
محمدهذا الطفل كان متعلقا بأبيه ؛الذي لم يعلم أنه سوف يفارق الحياة سريعا ؛ويتركه وحيدا يتيما، ولذلك لازم محمد أبيه الذي زرع فيه حب الأرض، والوطن وإن الأرض عرض، ومن داس أرضك داس عرضك؛ وبدأ والده بقص عليه حكايات التراث الشعبي مثل أدهم الشرقاوي ،وسعد اليتيم ،وعنترة ،وأبوزيد ،والزير سالم بجانب التربية الصعيدية المتأصلة في حب الذات ،والإعتزاز بالنفس ،والكرامة ،والشجاعة، والفروسية التى تتجلى في المبارزة بالعصى، وفن التحطيب هذا الفن من التراث الشعبي بمحافظات الصعيد.
كان الأب الذي يهتم بتربية طفله الصغيرجيدا وتعليمه ،فيرسله إلى كتاب الشيخ حسن ليحفظ كتاب الله ،والمدرسة أملا في أن يكون التعليم هو طوق نجاة لهذه الأسرة التي تمثل كثيرا من قري الصعيد المخنوقة بالرزق كما خنقها ضيق الوادي ؛فيهاجر معظم شباب الأسر إلى الوجه البحري ؛باحثين عن سبل للعيش، والرزق وفير ؛ولكن الأب كان يرى في هذا الطفل صفات البطل منذ الصغر ،فكان لايهاب أحد شجاع ،ولايخشى في معارك النزال أحد ،فقدكان نحيف البنيه ،ولكنه يملك قلب أسد ؛فكان والده يقول له هذا القلب ياولدي لن يرتجف ولن يموت ؛فيضحك جميع أفراد الأسرة ،ولكن فجاءة مات الأب ،وصار محمد يتيما لتتحمل الأم مسئولية الأسرة محمد وأخيه الأكبر الذي صار لمحمد يلعب دور الأب ؛فاحتضن اخيه ،وفاءا لأبيه الذي حزنت عليه القرية وتجري الأيام بسرعة لينهي أحمد دراسته ،ويصير شبابا يافعا متميزا ورياضيا وشجاعا كما رباه والده ومحبوبا مشاركا في أعمال الخير بالقرية.
كان محمد يعيش بين أصحابه كنسيم الصيف، وكالزهور للربيع ،وأمه تتباهى بيه بحنيته الدافئة كشمس الشتاء ،فهو دائما يزيل آثار الخريف عن وجه أمه الذي يحفظ لها كل جميل في إعداده ؛وتربيته ،فخرج للعمل بحقول القرية باحثا عن الرزق لمساعدة أمه حتى تم طلبه بالإلتحاق بالجيش لإداء دوره في خدمة الوطن ؛وكان سعيدا لأنه سيصير جنديا بجيش مصر العظيم ، وفعلا كان محمد جنديا متميزا بين زملائه ،فقد كان يتفانى في التدريبات العسكرية خلوقا مطيعا لقواده من اول صف ضابط حتي أعلى رتبه ،وكانت سعادة غامرة عندما عرف إنه سيقضي خدمته ويؤديها بسيناء الحبيبة ليحمي تراب الوطن، فكان دائما يتمنى ليكون بطلا مثل أبطال حرب أكتوبر ،وكان يتذكر الأفلام التي تجسد بطولة هؤلاء الجنود مثل الرصاصة لاتزال في جيبي ،والعمر لحظة والسمان والخريف ،واغنية على الممر ،وكان يقرأ الورد اليومي من القرآن بعد أن ينهى حارسته حسب دوره، فكان محمد حارسا يقظا أثناء خدمته يمتلك عيون الصقر ،وقلب أسد ،وسريع كالغزال ،وقناص ماهر حتى في أحد الأيام شاهد أحمد حركة غير معهودة أثناء خدمته وجد إن هناك عصابة تقوم بتهريب المخدرات بمساعدة جنود العدو بالجانب الإسرائيلي حاول محمد أن لايلقي لهم بالا ؛ولكن تربيته وصورة أبيه التي رأه واقفا أمامه يقول له أرضك وعرضك يدنسه الخونة بمساعدة الأعداء ؛وفجاءة دق القلب الشجاع ،وتأمل ما حوله بعيون الصقر، وقفز كالغزال يطارد الخونة ،ولكنه تم أعتراضه من جنود الأعداء ؛ولكن محمد قد اتخذ قراره بالشهادة ؛ولكنه قبل الشهادة قد جذب ابرة ضرب النار ليبدأ حربه الصغيرة مع جنود الأعداء ليقتل منهم ثلاثة قبل أن يستشهد
؛ويروي دمه أرض سيناء ،وفلسطين معا ليحيي فينا جينات البطولة العربية وفي كل الوطن العربي الذي استقبل الخبر كأنه يوم النصر بحرب اكتوبر لقد أعاد للوطن الروح مرة ثانية في مواجهة العدو صدق والد محمد إن هذا القلب لايموت ؛ولن يتوقف حقا فسوف ينتقل هذا القلب لأجيال قادمة شعاره النصر أو الشهادة لرفع الراية العربية فوق الآقصى.
الكاتب
إبراهيم شبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق